لم يكن حول المستشفى أي من الاكشاك الحالية المنظر الخارجي كان في غاية الجمال والابهار مع مساحات خضراء لبس الممرضين والممرضات كان مرتب ومهندم لون ابيض جميل حتى احد أعمامنا شبههم ( قوق كري ) او طير البقر الناصع البياض .. كان بعض الممرضات على مستوى من الجمال النسبي والاناقة وفن اللبس مقارنة بما كان عليهن امهاتنا واخواتنا في ذلك الزمان .. وهن بملابسهن الضيقة واجسادهن المكتنزه ولا ضير من متابعتهن ببعض النظرات من هؤلاء المتهتكين والمتصابين .. أكثر من كان متيماً بهؤلاء هو عمنا ( مري الجواب ) رحمه الله عند ظهوره الاول وهناك ظهور ثاني بعد غيبة اكثر من عشرين عاماً عندما اذهب الى السوق .. عمنا (مري الجواب ) رغم انه كان يعيش في عالم آخر ولكنه كان عاشقاً متيماً يقرض الشعر كيفما اتفق ويكون جالساً في ردهات المستشفى وعندما تمر واحدة من هؤلاء يبدأ بالغناء وبالمناسبة كان صوته جميل وشجي :
يا بنوت اللقية
اللابس دبلة مع الوقية ( وهي انواع من المصوغات )
هذه الابيات كان يغنيها عمنا ( مري الجواب ) عندما تمر عليه واحدة من تلك الحسناوات ولكن ماذا كان يقول اذا مرت بجواره واحدة عادية من اهلنا او من المشروع فإذا لم يعجبه شكلها يترنم بهجاء مقذع :
يا بنوت سمجكن
ترقن توب كفنكن ( والترقة هو توب قبيح الشكل كان منتشراً في ذلك الوقت كان يأتى من منطقة شندى.فضل سكوتى وجدى وهو من الدمور الخفيف ) ..
الامر المحير ما سر تعلق هؤلاء الدراويش بالمستشفى والعاملين فيها .. كما حدث مع عمنا الرائع / عباس ناصر ( امد الله في ايامه ) وكان الرجل ومازال يعيش في غربة ذاتية ( شفاه الله ) ذهب الى الدكتور امين صقر وكان عمنا عباس عائداً من مصر .. وكما كان الرجل انيقاً وجميلاُ في هيئته نظيف الملبس والطلعة في ذلك الزمان الذي لم تكن للاناقة معرفة لدى معظم اهلنا .. دخل عمي عباس على الدكتور امين صقر وتكلم معه بلهجة مصرية سليمة جداً ووصف له البنك الاهلي المصري في القاهرة بالتفصيل وذكر اسماء من العاملين في البنك واجزم للدكتور انه قدم له قرض بمبلغ 50 جنيه مصري وان يريد استعادة المبلغ .. اسقط في يد الدكتور امين صقر ولو لا تنبه الاخ/ عوض ادريس لكان امين صقر اليوم مجنوناً هائماً في شوارع البرقيق او القاهرة .. كم جميل انت يا عمي عباس وانت تتقمص الشخصيات بعمق منقطع النظير .. ساتي فقير احمد ( الولي ) سمعته يوماً يخاطب بعض الناس امام مكتب الدكتور ( شوفتو الباب ده .. الكلام في العدة جوا ) وهي جملة ربما سمعها من احد المسئولين ويكررها على اسماع اهلنا وكأنه مسئول متخصص ( رحمك الله ) ..
وعم سعدان وهو من اهلنا رحمنجي كانوا بين حسن خيرى وناس أبو معين. وكان يأتي بحماره من جهة الجنوب ويكون قد نال حظه من ( الابيض الصافي ) انتاج الجلابة .. ويقف امام المستشفى من الباب الغربي ويصيح بأعلى صوته :
..... يتبع ...
يا بنوت اللقية
اللابس دبلة مع الوقية ( وهي انواع من المصوغات )
هذه الابيات كان يغنيها عمنا ( مري الجواب ) عندما تمر عليه واحدة من تلك الحسناوات ولكن ماذا كان يقول اذا مرت بجواره واحدة عادية من اهلنا او من المشروع فإذا لم يعجبه شكلها يترنم بهجاء مقذع :
يا بنوت سمجكن
ترقن توب كفنكن ( والترقة هو توب قبيح الشكل كان منتشراً في ذلك الوقت كان يأتى من منطقة شندى.فضل سكوتى وجدى وهو من الدمور الخفيف ) ..
الامر المحير ما سر تعلق هؤلاء الدراويش بالمستشفى والعاملين فيها .. كما حدث مع عمنا الرائع / عباس ناصر ( امد الله في ايامه ) وكان الرجل ومازال يعيش في غربة ذاتية ( شفاه الله ) ذهب الى الدكتور امين صقر وكان عمنا عباس عائداً من مصر .. وكما كان الرجل انيقاً وجميلاُ في هيئته نظيف الملبس والطلعة في ذلك الزمان الذي لم تكن للاناقة معرفة لدى معظم اهلنا .. دخل عمي عباس على الدكتور امين صقر وتكلم معه بلهجة مصرية سليمة جداً ووصف له البنك الاهلي المصري في القاهرة بالتفصيل وذكر اسماء من العاملين في البنك واجزم للدكتور انه قدم له قرض بمبلغ 50 جنيه مصري وان يريد استعادة المبلغ .. اسقط في يد الدكتور امين صقر ولو لا تنبه الاخ/ عوض ادريس لكان امين صقر اليوم مجنوناً هائماً في شوارع البرقيق او القاهرة .. كم جميل انت يا عمي عباس وانت تتقمص الشخصيات بعمق منقطع النظير .. ساتي فقير احمد ( الولي ) سمعته يوماً يخاطب بعض الناس امام مكتب الدكتور ( شوفتو الباب ده .. الكلام في العدة جوا ) وهي جملة ربما سمعها من احد المسئولين ويكررها على اسماع اهلنا وكأنه مسئول متخصص ( رحمك الله ) ..
وعم سعدان وهو من اهلنا رحمنجي كانوا بين حسن خيرى وناس أبو معين. وكان يأتي بحماره من جهة الجنوب ويكون قد نال حظه من ( الابيض الصافي ) انتاج الجلابة .. ويقف امام المستشفى من الباب الغربي ويصيح بأعلى صوته :
..... يتبع ...
عدل سابقا من قبل المدير العام في الجمعة أبريل 10, 2009 11:54 am عدل 1 مرات