جاء في قاموس لسان العرب لإبن منظور أن كلمة زَوْلٌ تعني: (زول) من فصيح العربية ولها أكثر من سبعة عشر معنى ، فالزول تعني : (1) الكريم الجواد ، أنشد السكيت المزرد لقد أروح بالكرام الأزوال من بين عم وابن عم أو خال (2) والزول : الخفيف الحركات ، قال أبو منصور الثعالبي في حديثه عن الممادح والمحاسن ، حين ذكر أطوار الإنسان : فإذا كان حركاً ظريفا متوقدا فهو : زول . (3) والزول الفتى ، قال محمد بن عبيد الله الكاتب المشهور بالمفجع يمدح علياً : أشبه الأنبياء كهلاً وزولاً وفطيماً وراضعاً وغذياً (4) والزّول : العجب ، ألا ترى السوداني إذا استغرب شيئا قال : يازول ؟؟ يعني ياعجبي من هذا الشيء . قال الشاعر في وصف سير ناقة . مرفوعها زول وموضوعها كمر غيث لجب وسط ريح فمرفوعها زولٌ يعني سيرها إذا أسرعت عجب من العجائب . (5) والزول : الشجاع الذي يتزايل الناس من شجاعته (6) والزول الخفيف الظريف الذي يعجب الناس من ظرفه (7) والزول الغلام الظريف ( والزول : الداهية (9) والزول الصقر (10) والزول : معالجة الأمر كالمزاولة (11) والزول التظرف (12) والزول : الحركة (13) والزولة : المرأة الظريفة ، قال الأصمعي : أنشدتني عشرقة المحاربية ، وهي عجووز حيزبون زولة ... قال أبو علي : الحيزبون التي فيها بقية من الشباب . والزولة الظريفة (14) والزولة : المرأة البرزة (الجميلة) الفطنة الذكية ، قال الطرماح بن حكيم : وأدت إليّ القول منهن زولة تلاحن أو ترنة لقول الملاحن والملاحنة هي الفطنة ، فهذه تتكلم بما يخفى على الناس ولا يفهمها إلا الفطن . (15) والزولة : الفتية من الإبل أو النساء ، قال رؤبة بن العجاج : قد عتق الأجدع بعد رق بقارح أو زولة معق (16) ووصيفة زولة : إذا كانت نافذة في الرسائل (17) ويقولون فلان رامي الزوائل : إذا كان خبيرا بالنساء ، قال الشاعر : وكنت امرأً أرمي الزوائل مرة فأصبحت قد ودعت رمي الزوائل ففتى، زول وفتاة ،زولة ، وفتية أزوال ، وفتيات زولات ، ونسوة زوائل . وبقي معتى ثامن عشر عليكم به في بطون الكتب . فالزول والعمامة شعار السوداني ـ وأكرم به ـ ونحن نسعد ونفخر أن يكون شعارنا كلمة عربية أصيلة هي (العمامة) والعمامة هي لباس النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين والأئمة والفقهاء . ولعلك تلاحظ أن كثيرين من غير السودانيين إذا ناداك : يازول ! فكأنه أتى بجرم أو شيء غريب أو كأنه (ضرب السما جير ) والأدهى أن بعض السودانيين قد يضيق بذلك لعدم وقوف بعضهم على المعاني التي ذكرتها ، ومن جهل شيئا عاداه . والعجيب أن الضيق منها موجود حتى في البيئة السودانية نفسها ، ولكن المتأمل بدرك أن سر ضيق السوداني منها ينبع من السياق الذي ترد فيه . فالكبار عندنا إذا قلت لآحدهم (يازول) ربما قال لك : (تزاول من ضلك) وهي دعوة عليك بالإختلاط والجنون ، لا تقال إلا في موضع السب إذا تطاول الصغير على الكبير . ولظة (تزاول ) نفسها فصيحة صحيحة قال ذو الرمة . وبيضاء لا تنحاش منا وأمها إذا ما رأتنا زيل منا زويلها