لمحات من التاريخ الاسلامي للمنطقة : الحلقة الاولي
ونبذة عن كيف تم تاسيس مسجد سلنارتي العتيق :
قال تعالي : بسم الله الرحمن الرحيم ({إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }التوبة18 .
تعني اسم سلنارتي الجزيرة الوسطي باللغة النوبية الدنقلاوية ، أو قسكنارتي بالمحسية وهو الاسم الشايع عن أهل البلد ، وجزيرة سلنارتي هي أحدي المشيخات الثلاث لجزيرة بدين التي تعتبر إحدي كبريات الجزر السودانية على مجري حوض النيل العظيم وهي تقع بالمنطقة الجنوبية لبلاد النوبة أي من أخصب وأجمل الجزر فى المنطقة ولم تكن جزيرة سلنارتي قبل سبعة قرون جزيرة مستقرة كما نراها اليوم ، إنما كانت جزيرة موسمية تختفي مع الفيضان وتعاود بالظهور مع انحسار نهر النيل ، وأما التاريخ الاسلامي فى للمنطقة بدأ بعد أن فتح المسلمون مصر في العام 20 هجرية في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنهم وقد وصل الفتح الاسلامي جنوبا حتي منطقة اسوان ويعد ذلك أرسل عمرو بن العاص والي مصر قائده عبد الله بن ابي السرح لفتح بلاد النوبة عام 641م ، لكنه لم يستطع دخول العاصمة دنقلا ، وعندما اصبح القائد عبد الله بن ابي السرح واليا علي مصر في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنهم جهز حملة كبيرة استطاعت دخول دنقلا وعقد معاهدة مع حاكمها 652م والتي نصت علي أن تؤدي بلاد النوبة جزية سنوية للمسلمين عرف ( بالبقط ) بالاضافة الي توفير الحماية لمسجد عبد الله بن ابي السرح في دنقلا العجوز وأيضا حماية للمسملين في بلاد النوبة ، وظلت علاقة المسملين مع مصر وجيرانهم في بلاد النوبة حسنة وفق المعاهدات الموقعة والتي التزم بها الجانبين حوالي ستة قرون وهذا ما شجع القبائل العربية بالهجرة نحو السودان كلما ساءت علاقاتها مع حكام مصر أو خلفاء بغداد الي أن قام ناصر بن قلاوون بفتح دنقلا عام 1318 م وكان ملك النوبة عبد الله ابن أخ الملك داؤد اعتنق الاسلام فسهل انتشار الاسلام وتوطده ، وكانت الهجرات العربية الي مصر اولا عبر برزخ السويس ثم تصعد الي الجنوب حتي النوبة المصرية الي أن أصبحت الصلات بين شمال الوادي وجنوبه من أوثق الصلات .
وهكذا أصبح معروفا لدينا أن العرب وفدوا الي السودان في فترات ومن ابواب مختلفة وكان منهم عرب الجوابرة الانصار الذين وفدوا عن طريق الباب الشمالي الاوسط ، وقد ذكر الدكتور عون شريف القاسم في موسوعته القبائل والأنساب في السودان أن الجوابرة مجموعة في وسط الدناقلة والمحس ، وأحدهم جابري يرجع نسبهم الي الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري وهم فرع من الانصار الخزرج ويطلق في اللغة النوبية جبركي ، كما ذكر أن دار الجوابرة تمتد من شلال حنك ( تمبس ) الي الحناق والزورات وأن مركزهم جزيرة بدين وانتقل بعضهم الي أواسط السودان وبارا في كردفان .
والجوابرة هم من أجداد الشيخ فقير عيسي واخوانه الشيخ زمراوي والشيخ منور الذين قدموا الي السودان عن طريق مصر نازحة من الجزيرة العربية وبالتحديد من المدينة المنورة واستقروا بادي ذي بدء في مدينة الفسطاط ثم اتجهوا جنوبا مع محاذاة النيل الي أرض النوبة المصرية أي مناطق اسوان ودراو والدر وقسطل ومنطقة قورتة والعلاقي (وهم معروفون بابناء عيسي بركة ) .
وفي حوالي منتصف القرن السابع الهجري قدم من بلاد الكنوز الشيخ فقير عيسي ومعه اخواه الشيخ زمراوي والشيخ منور ، أما الشيخ فقير عيسي فقد استقر بجزيرة موركة بصاي بمنطقة السكوت والشيخ منور كما هو استقر في جنوب البرقيق ، بينما استقر الشيخ زمراوي بمنطقة كرمة المعروف حاليا بوادي خليل بالضفة الشرقية قبالة جزيرة سلنارتي .
وتدل السيرة المذكورة في شجرة عائلة الشيخ زمراوي وبعض كتب الانساب مثل الشجرة الكبيرة للامام أحمد الصاوي وكتاب التهارف والعشيرة لعثمان حمدنا الله وكتاب موسوعة القبائل للدكتور عوني شريف قاسم وكذلك كتب المؤرخ الكبير محمد ابراهيم ابو سليم .
كما اتصف الشيخ فقير عيسي بالورع والتقى وسوف اذكر فيما بعد بالتفصيل . في الحلقات القادمة .
كما اتصف اخوه الشيخ زمراوي بن محمد بن الحاج محمد بن عشكان بن عمراب كان وليا صالحا وعرف عنه الورع والتقى ، كما ظهرت له كرامات كثيرة ، وسوف ناتي على ذكرها في أعداد قادمة عن ذكر نسبه باذن الله ، وكان الشيخ مولعا بحب العلم ونشره وكان له مسجد لأقامة الصلوات وتحفيظ القرآن وتدريس علوم الدين وما زال سور المسجد ومحرابه قائما الي يومنا هذا ، وذلك الي الجنوب من قبته ، وهو عبارة عن بناء من الطين اللبن والأحجار ، وكانت مساحته صغيرة وذلك لقلة السكان في تلك الأونة ، وهذا المسجد مشابه لبعض مساجد الأثرية في منطقة المدينة المنورة والطائف وتبوك ودومة الجندل بالمملكة العربية السعودية ، واما داره كان الي الشمال قليلا من القبة قرب اشجار الدوم الموجودة حتي يومنا هذا ، وكان السكان في ذلك الوقت جلهم من الوافدين معه من الحيران والمريدين وطلبة العلم وكان معظهم من جنوب مصر ومناطق السكوت والمحس وبعض مناطق الدناقلة المجاورة ، وبمرور الوقت بدأت المنطقة تزدحم بالناس مما اضطرهم بالنزوح جنوبا الي كرمة وشمالا الي عشكان والدخول الي جزيرة سقدان وسلنارتي التي تبلورت وتكونت وصارت أكثر تماسكا ورسوخا من ذي قبل وامتدت الي اقصي الجنوب وأخذت شكلها الحالي كما نشاهدها الآن وصارت جزيرة مخضرة ومغرية للزراعة جذبت مزيدا من الناس بالدخول إليها وزراعة بعض المحاصيل البسيطة وبدأوا ببناء بيوت مؤقتة من القصب والقش (كشنُوق ) .
وكان للشيخ زمراوي ابناء كثر هاجر بعضهم الي الجنوب في منطقة البديرية والعليفون ومنطقة القطينة على النيل الابيض والي بعض مناطق كردفان لنشر العلم والمعرفة ومن أبنائه إبنه الاكبرالشيخ عبد العزيز بن زمراوي صاحب القبة الشرقية والذي خرج من صلبه معظم سكان المنطقة وهم المعروفون بالجبركية ومنهم آل خليل ، وبعد وفاة الشيخ زمراوي وهو المدفون في القبة الغربية خلفه ابنه الشيخ عبد العزيز حيث قام ببناء مسجد آخر أكبر مساحة الي الشرق من مسجد والده أي جنوب القبة الشرقية وكان منزله الي الشرق منه قليلا ويسمى ( الدِفي ) وبذلك يعتبر هذان المسجدان بمثابة نواة للمساجد في المنطقة ، كما تم بناء العديد من المساجد في عهده مثل مسجد كرمة جنوب ( الدوم ) ومسجد عشكان ومن بينهم مسجد كرمة النزل العتيق الموجود علي ضفة النيل وكان خطيبه وامامه الشيخ ابوزيد وكان خطيبا بارعا ، رحمه الله وهو من سقدان .
ونبذة عن كيف تم تاسيس مسجد سلنارتي العتيق :
قال تعالي : بسم الله الرحمن الرحيم ({إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }التوبة18 .
تعني اسم سلنارتي الجزيرة الوسطي باللغة النوبية الدنقلاوية ، أو قسكنارتي بالمحسية وهو الاسم الشايع عن أهل البلد ، وجزيرة سلنارتي هي أحدي المشيخات الثلاث لجزيرة بدين التي تعتبر إحدي كبريات الجزر السودانية على مجري حوض النيل العظيم وهي تقع بالمنطقة الجنوبية لبلاد النوبة أي من أخصب وأجمل الجزر فى المنطقة ولم تكن جزيرة سلنارتي قبل سبعة قرون جزيرة مستقرة كما نراها اليوم ، إنما كانت جزيرة موسمية تختفي مع الفيضان وتعاود بالظهور مع انحسار نهر النيل ، وأما التاريخ الاسلامي فى للمنطقة بدأ بعد أن فتح المسلمون مصر في العام 20 هجرية في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنهم وقد وصل الفتح الاسلامي جنوبا حتي منطقة اسوان ويعد ذلك أرسل عمرو بن العاص والي مصر قائده عبد الله بن ابي السرح لفتح بلاد النوبة عام 641م ، لكنه لم يستطع دخول العاصمة دنقلا ، وعندما اصبح القائد عبد الله بن ابي السرح واليا علي مصر في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنهم جهز حملة كبيرة استطاعت دخول دنقلا وعقد معاهدة مع حاكمها 652م والتي نصت علي أن تؤدي بلاد النوبة جزية سنوية للمسلمين عرف ( بالبقط ) بالاضافة الي توفير الحماية لمسجد عبد الله بن ابي السرح في دنقلا العجوز وأيضا حماية للمسملين في بلاد النوبة ، وظلت علاقة المسملين مع مصر وجيرانهم في بلاد النوبة حسنة وفق المعاهدات الموقعة والتي التزم بها الجانبين حوالي ستة قرون وهذا ما شجع القبائل العربية بالهجرة نحو السودان كلما ساءت علاقاتها مع حكام مصر أو خلفاء بغداد الي أن قام ناصر بن قلاوون بفتح دنقلا عام 1318 م وكان ملك النوبة عبد الله ابن أخ الملك داؤد اعتنق الاسلام فسهل انتشار الاسلام وتوطده ، وكانت الهجرات العربية الي مصر اولا عبر برزخ السويس ثم تصعد الي الجنوب حتي النوبة المصرية الي أن أصبحت الصلات بين شمال الوادي وجنوبه من أوثق الصلات .
وهكذا أصبح معروفا لدينا أن العرب وفدوا الي السودان في فترات ومن ابواب مختلفة وكان منهم عرب الجوابرة الانصار الذين وفدوا عن طريق الباب الشمالي الاوسط ، وقد ذكر الدكتور عون شريف القاسم في موسوعته القبائل والأنساب في السودان أن الجوابرة مجموعة في وسط الدناقلة والمحس ، وأحدهم جابري يرجع نسبهم الي الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري وهم فرع من الانصار الخزرج ويطلق في اللغة النوبية جبركي ، كما ذكر أن دار الجوابرة تمتد من شلال حنك ( تمبس ) الي الحناق والزورات وأن مركزهم جزيرة بدين وانتقل بعضهم الي أواسط السودان وبارا في كردفان .
والجوابرة هم من أجداد الشيخ فقير عيسي واخوانه الشيخ زمراوي والشيخ منور الذين قدموا الي السودان عن طريق مصر نازحة من الجزيرة العربية وبالتحديد من المدينة المنورة واستقروا بادي ذي بدء في مدينة الفسطاط ثم اتجهوا جنوبا مع محاذاة النيل الي أرض النوبة المصرية أي مناطق اسوان ودراو والدر وقسطل ومنطقة قورتة والعلاقي (وهم معروفون بابناء عيسي بركة ) .
وفي حوالي منتصف القرن السابع الهجري قدم من بلاد الكنوز الشيخ فقير عيسي ومعه اخواه الشيخ زمراوي والشيخ منور ، أما الشيخ فقير عيسي فقد استقر بجزيرة موركة بصاي بمنطقة السكوت والشيخ منور كما هو استقر في جنوب البرقيق ، بينما استقر الشيخ زمراوي بمنطقة كرمة المعروف حاليا بوادي خليل بالضفة الشرقية قبالة جزيرة سلنارتي .
وتدل السيرة المذكورة في شجرة عائلة الشيخ زمراوي وبعض كتب الانساب مثل الشجرة الكبيرة للامام أحمد الصاوي وكتاب التهارف والعشيرة لعثمان حمدنا الله وكتاب موسوعة القبائل للدكتور عوني شريف قاسم وكذلك كتب المؤرخ الكبير محمد ابراهيم ابو سليم .
كما اتصف الشيخ فقير عيسي بالورع والتقى وسوف اذكر فيما بعد بالتفصيل . في الحلقات القادمة .
كما اتصف اخوه الشيخ زمراوي بن محمد بن الحاج محمد بن عشكان بن عمراب كان وليا صالحا وعرف عنه الورع والتقى ، كما ظهرت له كرامات كثيرة ، وسوف ناتي على ذكرها في أعداد قادمة عن ذكر نسبه باذن الله ، وكان الشيخ مولعا بحب العلم ونشره وكان له مسجد لأقامة الصلوات وتحفيظ القرآن وتدريس علوم الدين وما زال سور المسجد ومحرابه قائما الي يومنا هذا ، وذلك الي الجنوب من قبته ، وهو عبارة عن بناء من الطين اللبن والأحجار ، وكانت مساحته صغيرة وذلك لقلة السكان في تلك الأونة ، وهذا المسجد مشابه لبعض مساجد الأثرية في منطقة المدينة المنورة والطائف وتبوك ودومة الجندل بالمملكة العربية السعودية ، واما داره كان الي الشمال قليلا من القبة قرب اشجار الدوم الموجودة حتي يومنا هذا ، وكان السكان في ذلك الوقت جلهم من الوافدين معه من الحيران والمريدين وطلبة العلم وكان معظهم من جنوب مصر ومناطق السكوت والمحس وبعض مناطق الدناقلة المجاورة ، وبمرور الوقت بدأت المنطقة تزدحم بالناس مما اضطرهم بالنزوح جنوبا الي كرمة وشمالا الي عشكان والدخول الي جزيرة سقدان وسلنارتي التي تبلورت وتكونت وصارت أكثر تماسكا ورسوخا من ذي قبل وامتدت الي اقصي الجنوب وأخذت شكلها الحالي كما نشاهدها الآن وصارت جزيرة مخضرة ومغرية للزراعة جذبت مزيدا من الناس بالدخول إليها وزراعة بعض المحاصيل البسيطة وبدأوا ببناء بيوت مؤقتة من القصب والقش (كشنُوق ) .
وكان للشيخ زمراوي ابناء كثر هاجر بعضهم الي الجنوب في منطقة البديرية والعليفون ومنطقة القطينة على النيل الابيض والي بعض مناطق كردفان لنشر العلم والمعرفة ومن أبنائه إبنه الاكبرالشيخ عبد العزيز بن زمراوي صاحب القبة الشرقية والذي خرج من صلبه معظم سكان المنطقة وهم المعروفون بالجبركية ومنهم آل خليل ، وبعد وفاة الشيخ زمراوي وهو المدفون في القبة الغربية خلفه ابنه الشيخ عبد العزيز حيث قام ببناء مسجد آخر أكبر مساحة الي الشرق من مسجد والده أي جنوب القبة الشرقية وكان منزله الي الشرق منه قليلا ويسمى ( الدِفي ) وبذلك يعتبر هذان المسجدان بمثابة نواة للمساجد في المنطقة ، كما تم بناء العديد من المساجد في عهده مثل مسجد كرمة جنوب ( الدوم ) ومسجد عشكان ومن بينهم مسجد كرمة النزل العتيق الموجود علي ضفة النيل وكان خطيبه وامامه الشيخ ابوزيد وكان خطيبا بارعا ، رحمه الله وهو من سقدان .
عدل سابقا من قبل المدير العام في الجمعة أبريل 10, 2009 11:47 am عدل 1 مرات