الغضب

وقف أمام المرآة يعدل ربطة العنق وهويلعن ذلك المدير الجديد الذي يصر عليها هومن صغره لم يتعود علي النظام تأكد من أنه يحمل هويته ومفتاح السيارة والمكتب وحتي درجه الخاص هناك حيث يحفظ فيه أشياءه الخاصة بعيدا عن أعين زوجته التي تشك في ظلها فتح باب الشقة ليجد جاره كالعادة يضع القمامة أمام باب شقته بصق بقوة علي باب جاره وتمني وقتها لوخرج ليكيل له اللكمات علي أنفه الكبير الذي يشبه علبة الصلصة وقف ينظر لسيارته أشقياء أطفال هذه الحارة كم مرة نبههم بألا يجلسوا عليها وأخذ يسب آباءهم واحدا واحدا وأنهم لا يعرفون كيف يربون أبناءهم أدار المفتاح للمرة الثالثة ضرب مقود القيادة بكلتا يديه وهويقول لسيارته هيا تحركي بنا لايدري متي خرجت هذه البي ام دبليو وهي تنطلق كالصاروخ بعد أن قطع صاحبها الاشارة عندها لم يتمالك نفسه وهويخرج رأسه ويلعن الذي علمه القيادة ومن أعطاه الرخصة ومن اشتراها له زفر بقوة وهويواصل طريقه الي المكتب وسط كل هذا الزحام وعندما أراد ايقاف سيارته في مكانها المعتاد سبقه زميله وهويقول (اللي سبق أكل النبق ) تمني لويستطيع أن يبصق علي وجهه ولكن قرابته للمدير العام جعلته يتراجع عن هذه الفكرة الحمقاء واكتفي بهمهمات غير مسموعة شتم فيها كل عائلته أخرج جسده للخارج وهويلقي عليه تحية الصباح متمنيا له أن تكسر يده ورجله ليرتاح من منظره كل صباح وهم بالدخول الي مكتبه استوقفته تلك الصرخة التي أطلقها المدير العام أنت متأخر نصف ساعة كانت المسافة التي تفصلهما قرابة الست أمتار قطعها في ثلاث خطوات وبدأيكيل له السباب وكيف أنه لايحاسب قريبه ويتشطر عليه فقط أطلق المدير العام صرخة أخري أنت مرفود وهنا طارآخر برج تبقي من عقله ويمسك به من ربطة عنقه التي طالما أجبرهم علي ارتداءها وهويقول له بكل غضب الدنيا أنا مرفود يا........
وأخذ يكيل اللكمات هنا وهناك ... صابر مالك ياخوي مع المخدة ( فتح عينيه ليري وجه زوجته التي طالما اتهمها بالتدخل في كل شيئ حتي في أحلامه)أراد أن يقبلها وهويمسك بالمخدة ويقول ياااااااه كنت حلمان لي حلم .
وقف أمام باب جاره يتطلع لمنظر القمامة ويقول وهويأخذها معه الله يهديك ياجار -الله يسامحكم ياعيال الحارة -
ألا تعرف أن قطع الاشارة حمراء حرام الله يهديك ياأخي - ده الموقف بتاعي لكن الله يسامحك خليه ليك هذه المرة الله يعطيك العافية - تأخير نصف ساعة والله طال عمرك غصب عني اليوم زحمة - روح شوف شغلك قالها المدير العام بابتسامة عريضة ملأت كل وجهه المستدير تري ترقيتك وافقنا عليها وزيادة الراتب في الطريق ابتسم وهو يدخل مكتبه ولم يعرف المدير العام سبب تلك الضحكة المجلجلة وهويدعو لطويل العمر بطول العمر الي يومنا هذا.